تتواصل تطورات قضية تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على زعماء فرنسيين بينهم الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، التي كشفتها صحيفة "ليبراسيون" وموقع "ميديا بارت" الثلاثاء استنادا على وثائق سربها "ويكيليس". ونفى البيت الأبيض أن يكون استهدف مكالمات الرئيس الفرنسي، معتبرا "الفرنسيين شركاء أساسيون"، فيما دعا هولاند صباح اليوم الأربعاء مجلس الدفاع للاجتماع "لتقييم طبيعة" الوثائق المسربة.

فقد استدعت باريس السفيرة الأمريكية في العاصمة الفرنسية جاين هارتلي، إثر تسرب وثائق تفيد بأن الاستخبارات الأمريكية تجسست على الرئاسة الفرنسية، إضافة إلى الرئيس السابقين نيكولا ساركوزي وجاك شيراك. وأكد الإليزيه في بيان أنها "وقائع غير مقبولة".

وأفاد مصدر في الخارجية الفرنسية أن باريس استدعت السفير الأمريكي في العاصمة الفرنسية على خلفية ما نشرته صحيفة "ليبراسيون" وموقع "ميديا بارت" بشأن تجسس الاستخبارات الأمريكية على الرئاسة الفرنسية إضافة إلى الرئيسين السابقين نيكولا ساركوزي وجاك شيراك، وفقا لما ورد في وثائق ويكيليس.

ويأتي ذلك بعدما عقد مجلس الدفاع جلسة طارئة صباحا برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند.

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن باريس "لن تسمح بأي أعمال تعرض أمنها للخطر"، في ختام اجتماع طارئ لمجلس الدفاع دعا إليه الرئيس الفرنسي.

وجاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه أن "السلطات الأمريكية قطعت تعهدات" إذ وعدت في نهاية 2013 بوقف برامج التنصت على حلفائها، وتابع البيان أنه "يجب التذكير (بهذه التعهدات) والالتزام بها بشكل صارم" منددا ب"وقائع غير مقبولة".

من جانبه أكد البيت الأبيض مساء الثلاثاء أنه لا يستهدف ولن يستهدف مكالمات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وذلك إثر نشر وثائق أمريكية سرية مسربة تؤكد أن الاستخبارات الأمريكية تنصتت على هولاند وسلفيه نيكولا ساركوزي وجاك شيراك.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايس "نحن لا نستهدف ولن نستهدف اتصالات الرئيس هولاند"، من دون أن يأتي على ذكر عمليات تنصت قد تكون حصلت في الماضي.

وأضاف "نحن نعمل بشكل وثيق مع فرنسا على كل المواضيع ذات البعد الدولي والفرنسيون شركاء أساسيون".

وأوضح المتحدث "بصورة عامة نحن لا ننفذ عمليات مراقبة في الخارج إلا إذا كان هناك هدف محدد ومبرر يتعلق بالأمن القومي"، مضيفا أن "هذا الأمر ينطبق على المواطنين العاديين كما على الزعماء العالميين".

وكان البيت الأبيض رفض في وقت سابق تأكيد أو نفي ما نشرته وسائل إعلام فرنسية الثلاثاء نقلا عن وثائق سرية أمريكية سربها موقع ويكيليكس ومفادها أن الولايات المتحدة تنصتت على آخر ثلاثة رؤساء فرنسيين.

وأعلن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج مساء الثلاثاء أن معلومات سرية أخرى ستنشر قريبا.

ودفع نشر هذه المعلومات الرئيس الفرنسي إلى دعوة مجلس الدفاع للانعقاد صباح الأربعاء، بحسب ما أفاد أحد مساعديه.

وقال المصدر، طالبا عدم نشر اسمه، إن "الرئيس قرر عقد اجتماع لمجلس الدفاع صباح الأربعاء في الساعة التاسعة لتقييم طبيعة المعلومات التي نشرتها الصحافة مساء الثلاثاء ولاستخلاص النتائج المفيدة".

وندد الناطق الرسمي باسم الحكومة ستيفان لوفول قبيل هذا الاجتماع بالتجسس الأمريكي على رؤساء فرنسيين، معتبرا ذلك "غير مقبول بين حلفاء".

ويشارك في هذا الاجتماع الطارئ الوزراء الرئيسيين في الحكومة وكبار مسؤولي القوات المسلحة والاستخبارات في البلاد.

اضف تعليق