بعد موجة اغتيالات ومهاجمة للصحفيين ووسائل الإعلام الكردية من قبل مجموعات مسلحة تابعة لمسعود بارزاني اصدرت منظمة مراسلون بلا حدود بيانا كشف عن تنامي العنف ضد الصحفيين في شمال العراق. 

وقالت ألكسندرا الخازن، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود، “إننا ندين بشدة هذا الاغتيال (قُتل المصور في قناة کوردستان تیڤي اركان شريف فتح الله في منزله بضواحي كركوك)، مطالبين السلطات العراقية بفتح تحقيق محايد في أقرب وقت ممكن لكشف مرتكبي هذه الجريمة وتسليط الضوء على الدوافع التي تقف وراءها“، مضيفة أن “الخلافات السياسية التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي يجب ألا تحجب الرؤية عن واقع غير مقبول تتخلله جرائم ضد مدنيين، من بينهم صحفي اغتيل بدم بارد”.

وفي السياق ذاته، أصدرت قناة كوردستان تیڤي بياناً أدانت فيه مقتل مصورها، موضحة أن هذا الاغتيال جزءٌ لا يتجزأ من سلسلة الانتهاكات الخطيرة التي تطال عدداً من المدنيين، وخاصة الأكراد، مما يؤكد انعدام الأمن في المناطق التي أصبحت تحت سيطرة الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي الشيعية.

وفي اتصال أجرته معه مراسلون بلا حدود، أشار فلاح مصطفى، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان، إلى العديد من لانتهاكات حقوق الإنسان التي طالت عدداً من المدنيين، وخاصة في صفوف الصحفيين، منذ العملية تقدم الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي داخل الأراضي المتنازع عليها.

وسائل الإعلام الكردية تئن تحت ضغوط متعددة

واشارت المنظمة الى انه توجد العديد من وسائل الإعلام الكردية الموالية لحزب العمال الكردستاني في دائرة التوترات بين السلطات الكردية وبغداد. ففي 23 أكتوبر/تشرين الأول، أمرت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية بإغلاق وإيقاف القناتين الكرديتين المواليتين لحزب العمال الكردستاني “روداو تیڤي” و “كوردستان 24“.

يُذكر أن مسعود بارزاني أعلن في 29 أكتوبر/تشرين الأول قراره بالتخلي عن الرئاسة بعد الاستفتاء الذي أُجري تحت قيادته، والذي تسبب في أزمة غير مسبوقة مع الحكومة المركزية في بغداد، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.

هذا وقد أقدم متظاهرون ساخطون على مهاجمة عدد من الصحفيين والاعتداء عليهم ليلة الأحد بينما كانوا يُغطون إعلان رحيل رئيس إقليم كردستان العراق أمام البرلمان الكردي في أربيل. فقد كان مراسل قناة NRT TV الخاصة ريبوار كاكاي يُجري مقابلة مباشرة عندما تعرض للضرب بالعصي وتم تكسير معداته على أيدي متظاهرين يحاولون اقتحام البرلمان، حيث تعين نقله إلى المستشفى.

كما طالت الاعتداءات مراسلَي KNN TV وRoj News، صالح هاركي وكاراشوكس أنور، في حين شهدت مساء يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول اقتحام ونهب مقر NRT TV بكل من أربيل ودهوك في كردستان العراق.

يُذكر أن العراق يقبع في المرتبة 158 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام. انتهى /خ.

اضف تعليق