أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه بشأن إجراء استفتاء انفصال كردستان العراق، مؤكدا دعمه لسيادة العراق ووحدة أراضيه.

وجاء في بيان صادر عن المفوضية الأوروبية للسياسة الخارجية أن "الاتحاد الأوروبي دعا أكثر من مرة إلى الامتناع عن إجراء استفتاء من جانب واحد، وخاصة في مناطق متنازع عليها. والاتحاد الأوروبي يأسف لعدم الاستجابة لهذه الدعوات".

ودعا البيان كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتصرف بحكمة وروية وتأكيد التمسك بتسوية كافة المسائل السياسية والاقتصادية الخلافية من خلال الحوار للوصول إلى حلول متفق عليها، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي لا يزال مستعدا لدعم مثل هذا الحوار".

وأشارت النتائج الأولية للاستفتاء إلى أن أكثر من 93% من ناخبي إقليم كردستان العراق صوتوا لصالح الانفصال، وذلك بعد فرز 282 ألف صوت، أي 9% من الناخبين، وفق المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الإقليم.

يذكر أن الولايات المتحدة وعددا من العواصم الأوروبية اعتبرت استفتاء كردستان العراق غير مناسب في المرحلة الحالية، لأنه يقوض الأمن الإقليمي والجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب.

تبادل الاتهامات

وانتقد نيجرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، ما جاء في كلمة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، مشيرا إلى أن تلك التصريحات تذكر بتهديدات صدام حسين.

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن بارزاني، وصفه كلمة العبادي والإجراءات المتخذة ضد الإقليم بأنها بمثابة "عقوبة لجماهير كردستان"، وأن ما قاله رئيس الحكومة العراقية مشابه لسياسات "مجلس قيادة الثورة في النظام السابق".

وقال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق خلال مؤتمر صحفي أمس إن "ما أعلنه العبادي من إغلاق البوابات والمطارات، وإن حكومة بغداد ستسيطر على أنابيب النفط هو بمثابة عقوبات لنا جميعا"، مضيفا أنه لم يكن يتوقع مثل هذه التصريحات، التي قال إنها "تعيدنا الى مجلس قيادة الثورة البائد وإن تهديداته ذكرتنا بصدام حسين".

وكان رئيس الوزراء العراقي، قد أكد أمس الأول، رفضه لما وصفه إنشاء "دولة عنصرية" في العراق، مشددا أيضا على رفض التعامل مع نتائج استفتاء إقليم كردستان، وتعهد باتخاذ "خطوات لاحقة" في سبيل حفظ وحدة البلاد ومصالح الشعب.

وفي تصريح بث اليوم، جدد العبادي رفض بغداد لإجراء محادثات مع إقليم كردستان بشأن نتيجة الاستفتاء "غير الدستوري".

وأعلن رئيس الحكومة العراقية في كلمة نقلتها قنوات رسمية عدم اعترافه أو تعامله مع نتائج استفتاء كردستان الذي أجرته سلطات الإقليم أمس، مشيرا إلى أن الاستفتاء أجري بدون أي اعتراف دولي أو رقابة قانونية، مشددا أيضا على أنه سيصعد من إجراءاته تجاه المسؤولين عما سماها "الفوضى والفتنة".

وقال العبادي في كلمة خلال زيارته مقر قيادة العمليات المشتركة إن "قواتنا تقاتل على الأرض ولن يشغلها أي شيء ثانوي كالاستفتاء وغيره"، معربا عن استغرابه من أن "البعض ومع هذه التضحيات يريد زج المنطقة بالفتن".

وشدد رئيس الوزراء العراقي في هذا الصدد قائلا: "لن نرضى بنتائج الاستفتاء لا نحن ولا أي جهة أخرى، ولن تترتب عليه أية نتائج"، مشيرا في نفس الوقت إلى أن بغداد ستصعد من إجراءاتها "لتحميل من قاموا بهذه الفوضى والفتنة المسؤولية وليس المواطنين الأكراد".

وأكد العبادي أن "المحكمة الاتحادية قررت عدم إجراء الاستفتاء لعدم دستوريته"، مشددا على أن "المحكمة الاتحادية هي التي تحسم الخلاف وليس سواها"، وأنه لن يتم اللجوء "إلى فرض الأمر الواقع بالقوة وسنعتمد على الدستور".

كما أشار العبادي إلى أن "المناطق المتنازع عليها يجب أن تعود إلى السلطة الاتحادية"، لافتا إلى وجود "عمليات تهجير وتهديد للمواطنين بالقوة وتلاعب تخللت الاستفتاء".

 

اضف تعليق