يعني تعيين محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد في السعودية تخطي جميع أبناء الملك عبد العزيز الباقين على قيد الحياة، إضافة إلى عدد كبير من الجيل الثالث من آل سعود لمصلحة بن سلمان.

وقد مثل القرار، الذي أذاعته وكالة الأنباء السعودية الرسمية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، إعلانا عن التغيير في نظام الخلافة على العرش السعودي.

وفي مقال نشرته مجلة فوربس اليوم الأربعاء قالت الكاتبة إيلين آر والد -وهي مؤرخة ومستشارة في الجغرافية السياسية- إن الملك سلمان يعتبر الابن السابع لحصة السديري، الزوجة الشهيرة للملك المؤسس عبد العزيز. ولطالما ظل فرع السديري قوة متنفذة في السياسة السعودية. فلم ينقطع الحديث منذ خمسينيات القرن الماضي عن نفوذهم داخل الأسرة الحاكمة السعودية.

وحتى إعلان القرار كان ولي العهد، أي الشخص الأقرب لمنصب الملك، هو محمد بن نايف، ابن الأخ الأكبر الشقيق للملك سلمان، في وقت شغل منصب ولي ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يبلغ من العمر 31 عاما، وهو ليس الابن الأكبر للملك، كما أن لديه عددا كبيرا من أبناء العم الأكبر سنا.

 

هيئة البيعة

وقد دأبت العائلة الحاكمة السعودية على تحديد ملك المستقبل وخليفته من خلال مجلس للأخوة وأولادهم.

وأنشأ الملك عبد لله هيئة البيعة لضمان انتقال سلس بموافقة أعضاء الأسرة الحاكمة. وكان الهدف تجنب عزل أي من القوى داخل أجزاء الأسرة ومنع الملك من نقل العرش إلى ابنه دون موافقة الأسرة الحاكمة.

وطبقا لتواتر الأنباء، فقد حصل محمد بن سلمان على 31 صوتا من 34 صوتا في هيئة البيعة، كما تم تداول شريط فيديو يظهر فيه محمد بن نايف وهو يقدم الولاء لمحمد بن سلمان.

وفي حال اعتلاء محمد بن سلمان العرش عقب والده الذي يبلغ من العمر أكثر من 80 عاما، فإنه سيصبح أصغر ملك للسعودية منذ بدأ جده إخضاع البلاد.

 

بن سلمان الإصلاحي

وينظر إلى محمد بن سلمان على أنه من الإصلاحيين، كما أنه يعتبر على رأس برنامج البلاد الخاص بالتنويع والتطوير الاقتصادي المعروف باسم رؤية 2030.

كما كان محمد بن سلمان في مقدمة الحملة العسكرية الجوية في الحرب على اليمن، وارتبط اسمه أيضا بخطط طرح أرامكو السعودية للاكتتاب العام في 2018.

وبسبب وجود بن سلمان في واجهة النشاط السياسي السعودي في السنوات الماضية، فإن من غير المحتمل أن يؤدي قرار تعيينه وليا للعهد إلى أي تغييرات فيما يتعلق بسياسات البلاد الوطنية.

وتقول الكاتبة إيلين آر والد إن على المستثمرين أن يفهموا أن سياسة محمد بن سلمان النفطية هي السياسة نفسها التي طالما انتهجتها المملكة.

ولا أحد يعرف حتى اللحظة كيف سيكون رد فعل العائلة الحاكمة على التعيين الجديد أو ما إذا كانت تتوقعه.

وربما لم يفوت أبناء عبد العزيز الباقين على قيد الحياة -أعمام محمد بن سلمان الأشقاء وغير الأشقاء- أنهم لن يصبحوا ملوكا أبدا في يوم من الأيام، لكن لا أحد يعرف أيضا كيف سينظر أبناء عمومة محمد بن سلمان إلى كيفية تعيين الأب الملك سلمان لقريبهم الصغير فوقهم.

وربما تكون الخطوة مؤقتة بحيث يعين الملك وليا للعهد قريبا، ويعيد ابنه لوضع ولي ولي العهد.

وقد تؤدي تطورات اليوم إلى مرحلة من عدم اليقين داخل الأسرة المالكة لم تتكرر منذ إزاحة الملك سعود عن العرش في 1965. انتهى /خ.

اضف تعليق