قضاء الفاو تلك البقعة السكانية الواقعة في الجنوب الشرقي من محافظة البصرة يشكو مواطنيها استعلاء حالة اللامبالاة لمسؤوليها بعد انعدام شبه تام للخدمات .

 

فمن تفشي الامراض وشحة المياه الصالحة للشرب مروراً بانعدام الطاقة الكهربائية وتراجع المستوى التعليمي حتى تدهور الواقع الزراعي ،الامر الذي دفع مواطنيها لمناشدة المرجعية الرشيدة ولسان حالهم يقول "ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء " بعد ان ضرب مسؤولي المحافظة شكواهم عرض الحائط دونما أذان صاغية.

 

اذ يعاني اهالي الفاو والبالغ عدد سكانها بحسب اخر الاحصائيات الرسمية 52 ألف نسمة، من شحة مناسيب المياه وارتفاع نسبة الملوحة التي انهكت القطاع الزراعي والحيواني وتأثيرهما على انتاج الثروة السمكية وهي المهنة الثانية لأهالي القضاء بعد الزراعة .

 

ويكتسب قضاء الفاو الواقع على رأس الخليج أهمية اقتصادية من الناحية الزراعية والاقتصادية كونه ميناء لتصدير النفط إضافة إلى ظاهرة المد والجزر وفائدتها في الري السيحي ووجود الممالح.

 

احد مواطني القضاء يشكو (لوكالة النبأ للأخبار ) قلة المراكز الصحية ويقول : إن "القضاء بأكمله يحوي على مستوصف صحي واحد يعاني هو الأخر من نقص الكوادر الطبية والعلاجية ناهيك عن النقص الحاد في التيار الكهربائي والبنى التحتية وكأن القضاء غير موجود على خارطة العراق .

 

ويضيف : إن "الفقر والبؤس ابرز سمات القضاء اضافة الى تراكم النفايات والزيوت بشط العرب مما اثر بشكل مباشر على الثروة السمكية ، وقد طالبنا في مناسبات عدة الجهات المسؤولة لانتشال القضاء من واقعه التعيس لكن دونما جدوى ومعاناة الاهالي تضرب عرض الحائط " .

 

الاصوات المتعالية بحسب الأهالي لم تجد لها أذانا صاغية من القيادات المحلية المسؤولة (النائمة في عسل الترهل الوظيفي ) مع قوة وهيمنة سلطة العشائر، فاتجهت تلك الاصوات العاجزة صوب المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف لإنقاذهم من الواقع المتدهور نحو الأسوأ .

 

فالزائر لقضاء الفاو يجد الصورة أوضح وابلغ وأعمق مغزى من أي كلام يذكر سيما بعد تفشي الامراض وتدهور واقع الزراعة ، وشحة مياه الإسالة، وعدم وجود تخطيط عمراني وغياب مظاهر التحضر فاغلب بيوتات ساكنيها من (البلوك او الطين ) والناس تعتمد بشكل رئيسي على شراء المياه من الصهاريج او من الابار الارتوازية اما التيار الكهربائي فهو الزائر الخفيف الظل فيها .

 

احد فلاحي القضاء وصف لوكالة (النبأ للأخبار) حال زراعة النخيل التي لا حاضر لها وتنفي عنها مقولة ارض السواد فالأسواق في القضاء كما في سائر مدن ومحافظات العراق تشهد حضور لافت للتمور الايرانية والسعودية ،وغياب واضح لتمور العراق الشهيرة .

 

يذكر ان العناصر المناخية السائدة في الفاو جعلها منطقة صالحة لزراعة مختلف المحاصيل إذ شكلت الفاو سابقا الجزء الكبير من زراعة النخيل والذي كان يمثل 6.2% من إنتاج محافظة البصرة من التمور و 4% من إنتاج العراق ألا ان هذه الثروة الاقتصادية تراجعت بسبب تفشي سرطان الاهمال الحكومي فيها .انتهى/س

اضف تعليق