في دراسة مثيرة للجدل تتعلق بأهمية وتاثيرات تحية الصباح بين إفراد الأسرة كان قد أعدها باحثون اجتماعيون بينت أن 99% من حالات الطلاق لم يكن أفرادها يتبادلون أي نوع من التحية صباحا. وأن 92% من الأزواج والزوجات الذين يتشاجرون باستمرار ويعيشون في تعاسة دائمة لا يدور بينهم حور رقيق وهاديء بعد استيقاظهم من النوم ,وأن 88% من الذين يشعرون بجفاف الحياة الاسرية الممتعة وخلوها من أي شيء جميل لا يعرفون تحية الصباح على الإطلاق.

 

فتحية "صباح الخير" عبارة من كلمتين لا نجد لها صدى في حياتنا اليومية بل تكاد تكون من مخلفات الماضي السحيق جداً وتؤول لسوال يطرح نفسه بتعصب استفهامي كبير !! وهو لماذا نفتقد لتحية الصباح في حياتنا الاسرية .

 

وفي هذا الشأن يقول احمد صباح 27سنة متزوج وله ثلاثة أبناء بعد إن ارتسمت على وجه الابتسامة "اذكر أول مرة القيت التحية الصباحية على زوجتي كان اليوم الثاني من زفافنا وهي المرة الاولى واذكر انها الاخيرة .

 

ويضيف لوكالة "النبأ للأخبار" ان تحية الصباح ليست من ضروريات حياتنا الاجتماعية ، خصوصاً نحن من الطبقات المتعبة ولا اخفي سراً ان البعض يفسر القاء التحايا على الزوجة نابع من الضعف وليس من باب الاحترام، لذا يتردد بعض الازواج في القاءها صباحا على زوجته او اطفاله .

 

فيما علق سلام حسن 32 سنة بالقول طيلة سنوات زواجي والبالغة (12سنة)لم افكر في ان القي على زوجتي تحية الصباح وذات مرة شاهدت تقريراً يؤكد أهمية تحية الصباح في بناء حياة أسرية هادئة وسعيدة فهممت صباح اليوم التالي بإلقاء تحية الصباح على زوجتي , وهذا التصرف كان بمثابة الزلزال في البيت فعدم قناعة زوجتي التي لم تعتاد على هذا الأسلوب في حياتنا ادخلها في دائرة الشك واعتقدت إن تغيري المفاجئ دليل على وجود امراه اخرى في حياتي واستمرت المشاجرات بعدها أكثر من شهر لذلك حرمت القاء التحية ما حييت .

 

من جهتها أوضحت زينب خليل 22سنة ان تحية الصباح ضرورية خصوصاً بين الزوجين والتي تنعكس بطبيعة الحال على تربية الابناء الذين يكبرون وهم يستمعوا الى هذا الاسلوب الحياتي بين والديهم مما ينعكس لاإراديا مستقبلاً على حياتهم فعبارة"صباح الخير" بالرغم من صغرها ، وبساطتها الا انها تمثل وجه حياتي مهم في تماسك افراد الاسرة .

 

وبحسب الدراسة التي اعدها الباحثون فقد طلبوا من الأشخاص المشمولين بالدراسة ممن يعانون المشكلات والخلافات واحساس بالتعاسة أن يحرصوا عى تحية الصباح بكل ما تحمله من حب ورقة وانسجام تغيرت حياتهم تماما فالنتائج أكدت ان "تحية الصباح أعادت الهدوء إلى 53% ممن يدمنون المشاجرة"وصار 42% من التعساء في بيوتهم أكثر سعادة وتفاهما ,اذ إن تبادل الكلمات الرقيقة يؤدي إلى القضاء على المشاحنات ونشر البهجة والسرور في البيت واستمرار واستقرار الحياة الزوجية.

 

في هذا السياق تقول الباحثة الاجتماعية هناء عبد الله ان"حياتنا الاجتماعية وقضايانا معادلة تحكمها جدلية البقاء , ولكل منا ظروفه وأزماته ومشكلاته التي تحدد في النهاية وضعه النفسي الذي يتفاوت من شخص لآخر. وتحديد طريقة تعاطيه مع من حوله،ولا شك أن مستجدات الحياة ومفاجآتها وصعوباتها كبيرة وكثيرة، والحد من تقلباتها وتجنب معاناتها ليس بالسهولة بما كان طالما اعتمد الإنسان على أساليب تقليدية قد تضاعف حجم معاناته وتزيد من مشكلاته لذا لابد لنا من أن نبحث عن جانب مريح نستطيع خلقه في حياتنا، واللجوء إليه ليخفف من معاناتنا ويريح أنفسنا المرهقة.كلمة طيبة حنونة وسلام او تحية مشرقة بابتسامة تبهج النفس وتسعد الآخرين وتحيل روتين العلاقة خصوصاً الاسرية إلى قوة جذب وتجديد رغم بساطتها وتواضع كلفتها.مهما احتاجت حياتنا إلى أن نزهق أنفسنا في مسيرتها وبنائها فلابد من البحث عن لحظة هدوء واتباع سلوكيات بسيطة في حجمها لكنها كبيرة في تأثيرها "كتحية الصباح "وهي مهدي فعال يمكن لها ان تعيد التوازن إلى ذواتنا ونراجع مسيرتنا وطبيعة علاقاتنا مع أنفسنا ومع الآخرين.انتهى/س

اضف تعليق