نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية، مقال رأي للكاتب الأمريكي ياشا ماونك، تحدث فيه عن النزعة الديكتاتورية التي يتميز بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما ينبئ بعهد ديكتاتوري مجهول العواقب، كما يقول.

وقال الكاتب إن ترامب بدا منذ توليه السلطة ديكتاتورا، ولكن يبقى الأمل في صمود الديمقراطية الأمريكية قائما في ظل وجود معارضة شرسة.

وأكد الكاتب أن الأمريكيين كانوا مجبرين خلال الانتخابات الرئاسية السابقة على الاختيار بين رئيس دون توجهات واضحة، وآخر ذي توجهات ديكتاتورية، ليستقر رأيهم في نهاية المطاف على الرئيس الذي يُعرف بمدى دكتاتوريته.

وأفاد الكاتب أن المواطن الأمريكي يعتقد أن ترامب قد يشكل خطرا جسيما نظرا لرؤيته المتطرفة، على الرغم من وجود مؤسسات قادرة على إيقافه في صورة حال وقوع تجاوزات من قبله.

وأضاف الكاتب أن الرئيس الأمريكي الجديد ألقى خلال الأسبوعين الماضيين الخطاب الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. وقال إن ترامب روّج عدة أكاذيب خلال هذه الفترة الوجيزة منذ توليه منصب الرئاسة.

ومن جهة أخرى، اتخذ الرئيس الأمريكي قرارات حاسمة على غرار بناء الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك. كما هدد المكسيك بفرض عقوبات جمركية عليها. وعلاوة على ذلك، حظر دخول اللاجئين، ومنع المسلمين الوافدين من سبع دول إسلامية من الدخول إلى الولايات المتحدة.

وقد نقضت المحاكم هذا القرار. كما أعرب الديمقراطيون داخل الكونغرس الأمريكي عن رفضهم القاطع لحظر المسلمين. وفي حين أعرب عدد كبير من المسؤولين بشكل علني عن تحديهم لتعليمات الإدارة الأمريكية الجديدة، أفاد مئات المسؤولين الآخرين بصفة سرية بحجم مخاوفهم تجاه مستقبل البلاد.

وأوضح الكاتب أنه على الرغم من كل المخاوف بشأن مستقبل الديمقراطية الأمريكية في ظل حكم ترامب، إلا أن رد الفعل الغاضب الذي أبداه الشعب الأمريكي تجاه القرارات التي اتخذها، تنعش الأمل في مستقبل الجمهورية الأمريكية التي لن تسقط في ظل الصراع القائم بين الأمريكيين وحاكمهم الجديد.

وأضاف الكاتب أن الولايات المتحدة لها تاريخ ديمقراطي عريق، لذلك لا خوف على مستقبل الديمقراطية الأمريكية؛ طالما يوجد مجتمع مدني قوي قادر على التدخل بشكل ناجع في حال وجود خطر يهدد مستقبل البلاد.

وفي هذا السياق، قال المفكر الأمريكي، فرانسيس فوكوياما، إن "الأمريكيين يثقون كثيرا في شرعية نظامهم الدستوري الذي يكرس ضمانات تمنع السلطة من الزيغ نحو الاستبداد . لكن لم يسبق لأي رئيس أمريكي الطعن في شرعية هذا النظام. ونحن الأمريكيين نقف أمام اختبار صعب يكشف مدى تجذر القانون في دولتنا".

وأوضح الكاتب أن الباحثين الأمريكيين في الشؤون السياسية في حيرة من أمرهم فيما يتعلق بمستقبل البلاد؛ ففي حين يرى الباحث دارون أسيموغلو أن الدستور الأمريكي غير قادر على كبح جماح رئيس ديكتاتوري على شاكلة ترامب، يرى فوكوياما أن هذا الدستور يتضمن حق النقض الذي يقدر على منع ترامب من تجاوز القوانين.

وأضاف الكاتب أن نتيجة الصراع بين ترامب والمؤسسات الدستورية غامضة. في المقابل، من المرجح أن تتنامى وتيرة هذا الصراع في ظل غرور وتعنت ترامب، وفق الكاتب.

وقال الكاتب إن "الشعب الأمريكي يعيش في عهد ترامب حالة أشبه بفيلم رعب غامض لن ينتهي. فالولايات المتحدة مقبلة على اضطرابات غير مسبوقة، وعلى الشعب الأمريكي توقع كل السيناريوهات".انتهى/س

اضف تعليق