طقس الاحتفاء الاسبوعي لشارع  المتنبي بدا  يوم امس الجمعة، فاقداً لبريقه المزدحم وابجديتة الشعرية والادبية وهو يقتفي اثر رواده (بجمعته المعهودة)،  بعد ان اشرت معظم ازقته تراجع الحضور الملفت لاعداد رواده نتيجة لارتفاع  درجات الحرارة وتزامن التظاهرات بحسب وصف مراقبون بالشأن الثقافي.

يقول الكاتب فهد الصكر لوكالة النبأ للأخبار ان "شارع المتنبي في اسوء ظروف الحرب جمع رواده بين اروقته فهو واحتهم الغناء، لكن هذا الشارع الثقافي بدا يشهد تراجع بعدد رواده لاسباب نفسية اجتماعية نتيجة للمظاهرات الي تزامنت خلال الاشهر الماضية مع جمعة المتنبي والتي شهدت مواجهات بين المتظاهرين والحكومة وما يرافق ذلك من اجراءات قطع الطرق، اذ كيف يمكن الوصل لشارع المتنبي مع درجة حرارة تتجاوز 50%".

وتشهد العاصمة بغداد في كل جمعة، مظاهرات شعبية منذ اكثر من ثمانية اشهر إجراءات امنية مشددة وقطعا تاما لحركة العجلات، بين جانبي الكرخ والرصافة، وبالخصوص المناطق القريبة من المنطقة الخضراء كمناطق جسر الجمهورية والسنك والجادرية والشهداء وسريع الدورة وباب الشرقي وساحة الوثبة وساحة التحرير وساحة النسور وساحة الطيران وساحة الخلاني وشارع السعدون وشارع النضال وهي مناطق تصل معظمها حيث يقع شارع المتنبي.

بدوره حدثنا الروائي علوان السلمان قائلاً: أن "شارع المتنبي لم يفقد رواده وانما هي استراحة (مجاهد) ولم ولن يغيبوا عن ازقته المعطرة بأريج رائحة الكتب وهمسات الشعر، فهو ملاذهم الامن وصرحهم الذي لا بديل له".

واضاف السلمان: "العذر لا يكمن في درجات الحرارة لكن سوء الاوضاع في جمعة التظاهرات المواكبة لجمعة المتنبي، قطعت السبيل اليه، سيما وان اغلب رواد المتنبي من كبار السن  الذين لا يقوون على السير مئات الامتار تحت اشعة الشمس اللاهبة لكن العودة لشارعنا قريبة مع تحسن الاجواء".

ويعتبر شارع المتنبي السوق الثقافي لأهالي بغداد حيث تزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها ومجالاتها وينشط عادة في يوم الجمعة. ويوجد فيه مطبعة تعود إلى القرن التاسع عشر.

كما يحتوي على عدد من المكتبات التي تضم كتباً ومخطوطات نادرة إضافة إلى بعض المباني البغدادية القديمة. انتهى/خ.

اضف تعليق