(CNN) -  تباينت ردود الفعل بشأن المناظرة التي جمعت بين الباحث والإعلامي المثير للجدل بمصر، إسلام البحيري، والدكتور أسامة الأزهري والداعية الحبيب على الجفري، ففي حين أشاد البعض بالرد على ما اعتبروه تصيدا وتربصا من جانب البحيري بالتراث الإسلامي، فان آخرين اعتبروا بان البحيري كان مقنعا.

وقال القيادي في حزب النور السلفي، نادر بكار عبر صفحته الرسمية بشبكة تويتر للتدوينات الصغيرة إن: " المسالة ليست مناظرة وإنما إثبات الفارق بين المنهج العلمي وبين الفوضى والعشوائية، صحيح ليس لإمام قداسة لكن الهدم شيء آخر".

وأضاف بكار في تغريدة أخرى قائلا "الحمد لله إن الملايين شايفين على الهوا الكذب الصراح اللي مش محتاج ردود علمية ...الكلام وعكسه في نفس اللحظة".

وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن المناظرة كانت مطلوبة حتى يمكن توضيح وجهة النظر الأخرى في ضوء ما أحدثه برنامج إسلام بحيري من حيرة وبلبلة عند استعراض بعض نصوص كتب الفقه والتراث الإسلامي.

وأضاف الجندي أن البحيري تناول بعض نصوص هذه الكتب برؤية ليست موضوعية، من التركيز على الجوانب السلبية و التربص والتصيد لأمور هي من الثوابت و تجنيب اجتهادات الأئمة على الرغم من أنها تتفق مع حقوق الإنسان ونشر السلام بين الناس، كما انتقد تصريحات منسوبة للبحيري بوصف التراث بالعفن.

وقال إن هناك جوانب تم توضيحها وشرحها من جانب الشيخان الازهري والجفري، كما القيا الضوء وبقوة على مقاصد الفقه الاسلامي ، ولكن كان يمكن أن يكون هناك رد أفضل فيما يتعلق بزواج القاصرات وسن السيدة عائشة عندما تزوجت الرسول عليه السلام.

أما بالنسبة للبحيري فان هناك معطيات ومفاتيح يجب أن يتنبه لها حتى وان اطلع على كتب الإمام الشافعي و الإمام أبو حنيفة، وابن حجر العسقلاني الشارح لصحيح البخاري، خاصة وان الاطلاع وحده لا يعطيه الحق في هدم بعض الأحاديث وكان من الأجدر أن يسال الأزهر في هذه الأمور.

وأشار الجندي إلى أن: " المناظرة كانت طيبة ومتكافئة ولكن كان من الأجدر أن يناظر البحيري شخص واحد فقط."

من جهتها قالت الكاتبة فريدة الشوباشي أنها اقتنعت بما قدمه إسلام البحيري خلال المناظرة حيث كان مقنعا وقريبا إلى العقل، ووجه عدة رسائل كانت أهمها انه أعطى الأمل للناس بان تفكر دون خوف، فضلا عن مناقشة قضايا جدلية وشائكة عادة ما كان يتم تجنبها وعدم الخوض بها.

وأوضحت الشوباشي أن أي شيء غير مقدس قابل للنقاش والمراجعة وقياس ما إذا كانت تتفق مع المنطق أم لا، لافتة أن البخاري ليس مقدسا ويمكن مراجعة ومناقشة ما قدمه.

وقالت أنها صعقت من حديث الشيخ الجفري زواج الأطفال دون التاسعة، وهو أمر محزن للغاية فكيف تطيق طفلة لهذا الأمر ماديا ووجدانيا ونفسيا وعاطفيا؟.

وصرحت د.  أمنة نصير،  أستاذ العقيدة و الفلسفة جامعة الأزهر، أن إسلام البحيري أثار قضايا قديمة، جددها هو دون استخدام المفردات الصحيحة والآلية التي يمكن من خلالها تناول مثل هذه القضايا الشائكة التي تحتوى على خصوصيات عصورها، وبعدما طرح للناس علم الكلام والفلسفة وغيرها.

وأضافت نصير أن مناقشة هذه القضايا الجدلية يجب أن يكون داخل الجامعات حتى تفسيرها وبحثها بشكل علمي، بدلا من المجادلة على شاشات التليفزيون حيث يريد كل طرف أن ينتصر.

اضف تعليق